Tuesday, June 26, 2007

شريف مش بيحبك يا مصر



هو طالب مصري عادي جدا تجاوز ال 20 ربيعا بقليل وطالب بأحدى كليات القمة المصرية وتحديدا كلية الهندسة ..كنت اتناقش معه في اغنية لاحد المطربيين الخليجيين التي يغني فيها لمصر ولكن كانت نقطة الخلاف بيني وبينه انه كان يوجه الاغنيه وكلامها لحبيبته في حين ان الاغنية نفسها موجهة لمصر وحب مصر

وهنا ثارت ثورته وقال كل واحد ونيته بأى انا استحالة تكون نيتي لمصر ..هنا توقفت قليلا وسألته ليه مالها مصر...قالي مفيش البلد زي الفل ونضيفة جدا والامن مستتب جدا والواحد بيروح كليته بيتعلم احسن تعليم في الدنيا وبتخرج بشتغل على طول وغالبا بشتغل وانا في الكلية واحسن حاجة بشتغل في مجال تخصصي ولما حاجة بتحصلي بروح اقرب مستشفى حكومي لاني واثق جدا فيها واثق ان الدكاترة هيدوني الحاجة صح يعني لو دخلت المستشفى الحكومي عشان عيني حمرا هضمن ان الدكتور هيعالجني صح مش هيديني حاجة تجبلي شلل رباعي..والمنتخب المصري ما شاء الله بيتصرف عليه كل سنة اقل المصاريف وعلى طول بنصعد كاس عالم...والعلماء عندنا ليهم مكانتهم وتقديرهم والصايعين ليهم مكانتهم برضه...لا احنا زي الفل اوي

شكا لي شريف كل ما يجول بخاطره في حق مصر وسبب كرهه لها ولكنه استوقفني في جملة وهيا (انت فاكر اني كدا مبسوط؟ اذاكر وانجح واتخرج وغالبا مش هشتغل واتجوز اي حاجة وغالبا برضه مش هتكون البنت اللي عايزها واجيب اولاد واموت؟)

شريف يعاني مثل ما يعاني الكثير من الشباب المصري وهي السلبية في حياته وتهميشه التام في المجتمع وجعله كألة لها عمر افتراضي وغير قابلة للصيانة في نفس الوقت وممكن تنتهي قبل نهاية عمرها الافتراضي فالشاب يعيش مثل الماكينة في بلده المطلوب منه لا يعرف شيء عن بلده او عن اي شيء المطلوب يعرف كل شيء عن دراسته فقط لا غير ومن ثم يلتحق في اي وظيفة بعيدة عن دراسته والتزوج واخيرا الوفاة ويصبح ابنه شابا ويكرر دورة ابيه وهكذا تمر الساقية أأقصد الحياة المصرية



حال شريف هو حالي وحالك وحال كل شاب وشابة تعيش في المحروسة نحن الان اصبحنا نمر بحالة كره غير عادية لكل ماهو مصري سواء كان منتج او شخص نقابله في الغربة اصبحنا نصاب بالخجل عندما يسألنا اي شخص اجنبي عن موطننا اصبحنا نكره الكيان المصري نفسه وعندما نسأل اي شخص عن سبب تخريبه لاي ملكية عامة مثلا يكون الرد (يعني هيا بتاعتي)
كنت في نقاش مع شريف عن فرص العمل فكانت اجابته كالصاعقة لي انه مستعد ان يعمل في الكنيست الاسرائيلي نفسه عن العمل في مصر الكارثة الاكبر انه اقسم بأغلظ الايمان انه اذا عرض عليه ان يشتغل عميل وجاسوس لصالح احدى الدول ضد مصر سيوافق على الفور وانه يتمنى اليوم الذي يرى مصر فيه محتلة

تفكير شريف الخطير الذي وصل لتلك الدرجة لا يمكن اعتباره مجرد هلوسة وكلام فقط بل شريف كان صادقا جدا في ما كان يقوله والغريب ان كل من كان موجود في ذلك الحوار كان موافق شريف في الرأي ومستعد لبذل الغالي والرخيص من اجل النيل من مصر


كلام شريف ليس كلام فردي وليس رأيه هو وحده حتى لا يخرج علينا من يقول الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كلام شريف هو كلام معظم الشباب المصري الذين يعانون نفس معاناته ولكن الحياة تلهيهم فلا يستطيعوا ان يفكروا في حالهم واذا فكروا لا يتكلموا واذا تكلموا
فكلامهم سوف يكون مجرد كتابة في المحيط الهادي

والان السؤال يطرح نفسه...الى متى يستمر ذلك الوضع الخطير؟ الى متى تستمر تلك السلبية في شبابنا؟ كل ما اريد قوله اننا نحب هذه البلد ونعشقها ومستعدين لبذل الغالي والرخيص من اجلها ولكننا اصبحنا مثل الاب الذي يحب ابنه ولكنه يراه فاسدا فيدعوا عليه بالهلاك ويتمنى الخلاص منه بالرغم من حبه لابنه فهل ينصلح الابن ام تأكل الدبة صاحبتها


محمد شبل


Sunday, June 17, 2007

بالروح والدم نفديك يا كيف


اذا رأيت رجلا في الاربعين من العمر وفوجئت بأنه يصبغ شعره باللون الاصفر...فماذا سيكون رد فعلك؟؟؟...اعتقد انك لن تكتفي بالنظر اليه.. او حتى التأمل فيك..فالرجل بطبيعة الحال لن يسلم من نظرات السخرية منك او من التغميز والتلقيح عليه..وعندما تقابل احد اصدقائك لن يفوتك ان تحكي له الواقعة الطريقة وتندب حظك لانها لم تصورها بواسطة هاتفك.......

اما اذا رأيت شابا في العشرين من عمره يصبغ شعره باللون الاصفر فلن تهتم بأمره ولن تعره اهتماما...وستنسى تلك الواقعة تماما. ارجوك تذكر هاتين الواقعتين لاني سوف احكي لك واقعتين ايضا حدثوا منذ فترة قصيرة.

الواقعة الاولى تقول ان من خمس سنوات تقريبا....خرج علينا المطرب المعروف عمرو دياب او الكنج كما يحلوا لمحبيه ان يطلقوا عليه عندما صبغ شعره لونه بالشعر الاصفر انطلقت اهات الاعجاب بتلك الموضة واخذ الكل يبدي اعجابه الشديد بذلك الاصفرار ووصفوها بالموضة الجيدة والقدوة الحسنة للشباب...مع العلم ان عمرو دياب في ذلك الوقت كان في الاربعين من عمره.

الواقعة الثانية حدثت في نفس تلك الفترة...من شاب لم يكن تجاوز الاثنين وعشرين من عمره ....وكان لاعبا صاعدا في النادي الاهلي اسمه ابراهيم سعيد...صبغ شعره باللون الاصفر ايضا فانطلقت صفافير الاستهجان من تصرف ذلك الشخص واخذ الجميع يعيب على اللاعب ذلك الاصفرار وان هذا ضد مبادئنا كشعب وضد ديننا الحنيف..وكيف لبناتنا ان تشاهد في التلفاز ذلك الاصفرار.... الى اخر الكلمات التي تعتبر علامة تجارية لمثل تلك المواقف...ووصفوا ذلك الاصفرار بالموضة السيئة وابدوا تخوفهم ان يقتادوا به الشباب يفعلوا مثله.

منتهى التناقض في ردود الافعال بين الواقعتين الذي ذكرتهم في بداية المقالة والواقعتين الاخيرة...وهذا يوضح تماما مدى الاضطراب ومدى عدم الموضوعية التي نتمتع بها عن سائر العالم... قد يظن البعض اني هنا لكي اهاجم عمرو دياب وما فعله ولكن هنا من اجل شيء اخر تماما وهو غياب الموضوعية فأنا معجب جدا بعمرو دياب كمغني معروف وصوت جميل ولا اخفي اني استمتع دائما بأغانيه الرائعة وفي نفس الوقت الذي لا تعجبني فيه تصرفات ابراهيم سعيد وارى فيه فعلا شاب سيء السلوك ....لكني مندهش من ردود افعال الناس في تلك الواقعتين ...فعمرو دياب هو ذلك الشخص الذي ذكرته في بداية مقالي اذا اصبح شخصا اخر غير عمرو دياب سوف تهاجمه وتنتقده والشاب الذي لم تبالي بأمره في بداية المقال اصبح ابراهيم سعيد الذي تهاجمه الان بسبب اصفرار شعره.

والغريب انك اذا سألت شابا عن رأيه في موضة عمرو دياب يكون الرد انه الكنج ويفعل ما يحلوا له واعقل العاقلين في الشباب سيكون رده (دي حياته الخاصة يعمل اللي عايزه المهم صوته والبوماته) ....حسنا وماذا كان يهمك في ابراهيم سعيد غير مستواه في كرة القدم ...ولماذا تدخلت في حياته الخاصة وهاجمت شعره ووجهه ورقبته وما هو الفرق بين ابراهيم سعيد وعمرو دياب على المستوى الشخصى ام ان عمرو هو الملك وابراهيم ابن البطة السودا؟....وهل بناتنا التي نخاف عليهم من مشاهدة لاعب كرة وهو يصبغ شعره...لا يعرفوا مطرب اسمه عمرو دياب؟

نحن يا سادة شعب مزاجنجي نحلل الامور كما يحلوا لنا ان نحللها نحب ان ننظر للامور على نظام (نام على الجنب اللي يريحك) ونطبقها على كيف كيفنا بغض النظر عن الموضوعية والمبادىء والشفافية تلك المصطلحات التي نعرفها كما نعرف تكوين الذرة.

لا ادري لماذا الاصرار على الكيف الذي نعيش فيه لدرجة الادمان... لماذا لا نحاول ان نعالج انفسنا بواسطة حبات الموضوعية والعدالة... اعتقد انني سأعيش وسأموت وسيكبر ابنائي وسيموتوا ونحن مازلنا في الغرزة

محمد شبل


Wednesday, June 06, 2007

وطن ...يوطن...استوطن



لقد تحولت الوطنية في بلدنا كالـلبانة في فم الصغار, يمضغها "الصغار" فتارة يهلكونها مضغاً ثم يبلعوها و تارة يلفظوها على قارعة الطريق قبل ان يتذوقوا حلاوتها...

اقول كل هذا للدهشة التي اصابتني بعد الهجوم الحاد والقوي على عدو الله (كما يدعون) اللاعب محمد زيدان لمجرد انه قال إنه يشعر وكأنه دانماركي أكثر من كونه مصريا بعد أن مكث في الدانمارك أكثر من سبع سنوات كاملة. فاللاعب قال بالحرف "أنا هناك (في الدانمارك) منذ أن كنت في الـ17 من عمري، وأملك بيتا هناك، كما أن صديقتي دانماركية، وأحب العيش في كوبنهاجن (العاصمة الدانماركية) ولا اشعر بكوني مصري لعدم اقامتي بها

فعندما قال الرجل هذا الكلام فوجئنا في مصر بالاعلام يكتب والناس تردد ان هذا الشاب خائن للوطنية وخائن لبلده وان مصيره هو القتل والشنق وان على اتحاد الكرة المصري ان يشطبه تماما من سجلات اتحاد الكرة

حقيقة لا ادري من هؤلاء الذين فجأة بدأوا يتحدثوا عن الوطنية فياترى عن اي وطنية هؤلاء يتحدثون ؟!! و هل هي ذاتها الوطنية التي تعلمناها في المدارس و يتعلمها اطفال فلسطين في الشوارع ؟!


الاخوة الوطنيون يتكلمون عن محمد زيدان وهو مجرد لاعب كرة قدم قال رأيه بصراحة ونسوا او تناسوا نفس الاخوة الوطنين ما يقال في حق مصر من اخوة مصريين ضد مصر وضد الوطنية التي يدعونها نسوا الشاب المصري الذي عرض نفسه على سفارة اسرائيل للعمل بها بل هاجموا النظام المصري ودافعوا عن الشاب المسكين الغلبان الوطني جدا من وجهة نظرهم.
.
انا هنا لا ادافع عن محمد زيدان فأنا معترف تماما بخطأ ما قاله في حق مصر ولكني هنا لكي اقول ان الوطنية يا سادة جزأ لا يتجزأ. فأذا قلنا على محمد زيدان انه غير وطني فمعظم الشعب غير وطني.فالذي يسافر الى الخليج ويترك بلده بحثا عن الاموال غير وطني. والذي يهاجر الى بلد اجنبي تاركا وطنه ايضا غير وطني. والذي يهاجم مصر في الفضائيات العربية من اجل حفنة من المال ايضا غير وطني . والذي يجلس في بيته ولا يشارك في اي انتخابات سياسية او اي حركة سياسية غير وطني. والطالب الذي لا ينفع بعلمه بلده غير وطني.

هنا في مصر لدينا خلط غريب جدا في المفاهيم ليس موجود في اي دولة في العالم . مشكلتنا هنا في مصر هو اننا دائما ننظر الى جانب واحد...دائما ننظر الى اليمين ولا ننظر الى اليسار ننظر بعين ونغمض الاخرى .....وهذه مشكلة ازلية وفي رأيي هي من ايام الفراعنة كذلك والدليل على هذا ان الاهرامات الثلاثة بأختلاف احجامها ولكنا مبنية على شكل واحد وهيئة واحدة .

وفي النهاية لا يزال البحث جاريا عن المفهوم الحقيقي للوطنية و هل هناك مفهوماً واحدا للوطنية ام ان هناك ماركات مختلفة.... الواضح ان البحث سيستمر طويلاً و سيظل مفهوم الوطنية سراً من أسرار الصندوق الاسود للعبارة المصرية التي غرقت و معاها الكثير من المظلومين
محمد شبل


عدد الناس اللي بتيجي