Thursday, April 05, 2007

هما الرجالة راحوا فين؟


(الرجولة ادب مش هز كتاف)...دي كلمة قالها اللمبي عن الرجولة وسواء بقى اتفقت أو اختلفت مع المفكر الكبير "اللمبي" في وجهة نظره الرجولية!!.. فالأكيد برضه إن الرجولة مش ضربة رمش ولا عيون دباحة ولا ضحكة مش ولابد.. لاحظ ان انا بتكلم عن مواصفات الرجل هنا وليس عن مواصفات حد تاني ولا مؤاخذه।


طيب لو اكتشفت ان معايير الرجولة في بلدك اصبحت هيا دي....وانك عشان تثبت انك احسن واحد في مصر لازم تعمل الحاجات دي ..كل ما عليك انك تشترك في مسابقة مستر ايجيب او ملك جمال مصر..وتكون مستعد تماما انك أن ترتضي بأن تقلع هدومك -ما عدا ما يستر عورتك طبعا.. ثم أن تتمشى بثقة كبيرة وأنت في كامل عزتك بنفسك وفي كامل فخرك برجولتك أمام لجنة التحكيم المكونة من الفنانة اللبنانية الكبيرة دوللي شاهين" والفنانة المصرية العظيمة "مي سليم" واتنين "رجالة" تانيين حتى يقوموا بمعاينة البضاعة ويختاروا ملك جمال الكون
لو مش مصدق ان الكلام دا يحصل في مصر ادعوك ان تعود للوراء شوية وتفتح كدا الاخبار بتاعت السنة اللي فاتت وتقرا عن المسابقة وتقرا لاعضاء لجنة التحكيم وهما بيتكلموا عن الانجاز العظيم اللي عملوه وانهم اخيرا بعد محاولات فاشلة كرروا المسابقة التي عقدت مرة واحدة فقط عام 1997 –وفاز بها آنذاك الفنان "هاني سلامة"- ثم في زمن اسود وجاهل حاول بعض الرجعيين والمتخلفين (من وجهة نظرهم السادةالمنظمين) الغاء المسابقة ولكن ارادة المنظمين كانت اكبر من هؤلاء المتخلفين وأقاموا المسابقة وبموافقة الجهات المعنية كمان
وبعد التنافس القوي من الرجالة اللي كانوا متسابقين وبعد هز الكتاف والضحكات اللي تخليك تتلخبط هو مين اللي ضحك بالظبط الراجل ولا البنت اللي جنبه ....فاز اخيرا وبصعوبة شديدة نظرا للتنافس الرهيب الاخ الراجل ملك جمال مصر "إبراهيم عبد الجواد" عمره 24 سنة بس


ودا يوحي بمستقبل باهر ليه..ويخلينا ننظر الرجالة اللي هتطلع من صهره
والراجل بتاعنا اللي كسب يعمل موظفا بإحدى شركات الشحن…أكيد وظيفة ماهو مش ممكن يكون ملك جمال مصر وقادر يشيل حاجات ويشحنها


وانا على استعداد تام ان ابذل الغالي والرخيص حتى اقابل الملك بتاعنا واسأله عن خططه الطموحة لتعميم مفهوم الرجولة الذي فاز بسببه بالمسابقة في ربوع المحروسة...ماهو دا اللي ناقص


يعني البلد غرقانة في مشـاكل اقتصادية وسياسية والقضاة بيتحولوا للتحقيق.. والبطالة وصلت لمستويات كبيرة "9% رسميا و 24 % غير رسمي".. والمصريين اللي عايشين تحت خط الفقر "يعني أقل من دولارين في اليوم الواحد" وصلت نسبتهم إلى 44%.. ومستوى التعليم في الحضيض (او اقل شوية).. وأخلاق المصريين في تدني مستمر "امش في الشارع واحسب كام مرة هتسمع ألفاظ بذيئة".. وتيجي تسيب كل الحقائق والأرقام دي اللي تسد نفس أمة كاملة، وتتجاهل مشاعر الناس اللي منهم مش لاقي وظيفة ياكل منها ومنهم مش لاقي ياكل اصلا، وبعدين تقوم جامع شوية رجالة "مشّيها رجالة" وتقول لهم تعالوا يا ولاد نشوف أجمل واحد فيكم.. أجمل.. مش أرجل ولا أجدع ولا أكثرهم ذكاء ولا أفضلهم خلقا ولا أكثرهم علما...


قرأت في احد المواقع في بعد نكسة حرب 1967 وقع المجتمع المصري في غيبوبة عميقة، بعد ان فقد الثقة في كل شيء حوله وفقدها الثقة من النصر مرة اخرى ، الأمر الذي مهد لمثل هذه التقاليع المستفزة أن تظهر، وبعد نكسة 1967 فوجئتنا الصحف بخبر عن مسابقة اجمل ما فيكي يا مصر ،وامتـلأت المجـلات بصـور الشبـاب ذوي العيـون المسبسبة والمسمسمة ,ويوم أن عرف الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" هذا الخبر المستفز أمر أن يتم إلحاق كل الرجالة "تقريبا" اللي شاركوا في هذه المسابقة بالجيش حتى يتربوا ويعرفوا المعنى الحقيقي لكلمة رجل التي لا تقاس باحمرار الخدين أو نعومة البشرة أو رقة الشفاه أو تناسق الجسد وإنما تقاس بقدرة التحمل والصبر على الشدائد والقدرة على الإنجاز في الظروف الصعبة، وحنكة التصرف وذكاء الفعل


ترى هل عدنا إلى فترة ما بعد النكسة، أم أن البلد ماعادتش فيها رجالة أصلا؟

No comments:

عدد الناس اللي بتيجي